الجمعة، 18 أكتوبر 2013

أنواع العملة في البصرة في العهد العثماني

تتميز البصرة بموقعها الجغرافي على رأسالخليج العربي، تحيط بها دول الخليج وإيران والدولة العثمانية. وهي أكبر ميناء فيالمنطقة، ترسو فيه السفن المُحَمَّلة ببضائع شتّى من جميع أنحاء العالم، وتُقلعُمنه محملة ببضائع أخرى. ولأهمية موقعها هذا، أصبحت البصرة سوقا حرةً يُتَبَادَلُفيها البضائع والعملات.كانت المعاملات مع الأجانب تدفع ذهبا بالليرة، التي كانت تدعى مرةحميدية ومرة عثمانية، حسب السكة والصنع. كان المجيدي يساوي عشرين قرشا، والليرةتساوى خمسة مجيدياتلم تكن قيمة الليرة ثابتة، بل كانت في زيادة ونقصان. فبينما كانتالحكومة تنظر إلى قيمة النقد بمنظارها الخاص، كان الشعب وفي مقدمتهم التجاروالصيارفة والباعة، ينظرون إليه بمنظار آخر، حتى سُميت أقساما من الليرات (بالمغشوشة)، باعتبار وجود مادة كبيرة وغريبة في مادّة الصنع. على هذا الأساس أصبحتالليرة تساوي مائة وأربعين قرشا، إلى أن جاءت سنة 1909م، صارت قيمة الليرة مائةوقرشين وأربع وعشرين بارة ( البارة تساوي ستين بالمائة منالقرش).

في البصرة كانيُطلق على القرش العادي الرائج (متليك) أو (متاليك)، وهو مأخوذ من لفظ إفرنجي (متلك) ومعناه (معدني). أما الصيارفة، فكنوا يسمون القرش العادي بالقرش، فيما يسمونالقرش الذي يتفقون على ثباته، بالقرش الصاغ.كذلك استـَعمَلت البصرة (المتليك) بعد الحربالعالمية الأولى، فكان يعادل (بيستين) من العملة الهندية. علما بأن البيسة هي جزءمن أربع وستين جزءً من الربية، وعلى ذلك يكون المتليك جزءً من اثنين وثلاثين جزءًمن الرُّبِّية.أماالعملة في البصرة فكانت المجيدى. فكان الشخص يقول بكذا مجيدي اشتريت وبكذا مجيديبعت. كما وكان المجيدى قياس رواتب الموظفين وخاصة الصغارمنهم.وللمجيدى أجزاءمنها النصف والربع. كما كانت هناك عملة تدعى (قران) وتساوى ثمانية قروش، ونصف قرانوتساوى أربع قروش، وعملة من ذات القرانين وتسمى(منكنة).
وكانالقران على نوعين· قران قد سك، وهو على شكل دائرة منتظمة ويسمىقران جرخ.· قران غير منتظم الاستدارة ويسمى قران أبودبيلةكانالنقد الإيراني رائجا في البصرة، نظرا لقرب إيران، ولقوة العلاقات التجارية،والاحتكاك الشخصي والمصاهرات وغيرها. فتعامل البصريون (بالشاهية) الإيرانية التيسمَّوها فلسا، كما وهناك الشاهيتان والمسماة (فلسين)، وعملة ذات ثلاث شاهياتوقيمتها قرش رائج.كانيُستعمل القمري الإيراني، الذي كان في زيادة ونقصان. سُمي بالقمري لأن على أحدوجهيه ضُرِب هلالٌ، وكانت قيمته خمسة قروش، ولذا سمى (ببيشلغ) أي ذو الخمسةوهناك (الشاميويسمونه في غير البصرة بالقرش الرومي. كانت البصرة تتعامل به في تجارة التمور فقطوكان قد فقد من الأسواق، لكن التسمية بقيت تتداولها الألسن والأقلام، وتباع بهاالتمور وتشترى، دون وجود للشامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق