السبت، 19 أكتوبر 2013

البراك ـالمخابرات العراقية

تصفية الصدر وحزب الدعوة 

وبعد ان انتهى البراك من تصفية الحزب الشيوعي العراقي، برزت أمامه مشكلة جديدة تمثلت في ظهور الحركات السياسية الشيعية التي ترافق صعودها ونفوذها مع انتصار الثورة الإسلامية في ايران بقيادة آية الله الخميني وعودته الى طهران في شباط (فبراير) 1979، واختار البراك أقوى الحركات الشيعية واوسعها انتشاراً ليخوض معها اشرس معاركه، وكانت البداية مع المفكر الإسلامي الشيعي البارز آية الله محمد باقر الصدر، الذي كان معروفاً بأنه مرجعية حزب الدعوة. 
وبعد التخلص من الصدر، اتجه فاضل البراك الى حزب الدعوة وشن عليه حملة ضارية لم يفرق خلالها بين الأعضاء في الحزب وبين المتعاطفين معه، وخلال عامي 1980 ـ 1983 تمكن البراك من اجتثاث حزب الدعوة واغتيال الآلاف من أعضائه وانصاره ومؤيديه، واجبر قلة قليلة من كوادره على الهروب الى ايران. 
وقد استخدم البراك في مواجهة حزب الدعوة أساليب قاسية وممارسات فجة، ويعزى إليه الفضل في تقويض هذا 

الحزب الذي واجه أعضاؤه السلطة الحاكمة بفدائية وتضحيات. 

وينقل عن صدام حسين في حفل لتكريم فاضل البراك عند نقله الى رئاسة جهاز المخابرات مطلع عام 1984 قوله: (لولا الرفيق فاضل وجهوده ومبادراته في التصدي لعملاء ايران ـ ويقصد الأحزاب الشيعية ـ ومواجهته الشجاعة للطابور الخامس، لكان العراق في وضع آخر) وتوجه الرئيس الى ابن عمه علي حسن المجيد الذين عين مديرا للأمن العام بدلاً من البراك وخاطبه قائلاً (سر على خطى الرفيق فاضل واستفد من تجربته). 

والمفارقة ان التسجيل الصوتي لهذا الحفل حجب عن البث في تلفزيون بغداد آخر لحظة، لاسباب غير معروفة، رغم ان الشريط كان قد وصل الى دائرة التلفزيون وتم تجهيزه للعرض، واطلع عليه العديد من المذيعين ومحرري الأخبار في الدائرة المذكورة. 

وقد احدث البراك تغييرات واسعة في جهاز المخابرات بعد ان طلب منه صدام إبعاد مجموعة برزان التكريتي عن الجهاز، وكانت تسيطر على أهم أقسامه وشعبه وفروعه، وكان صدام حسين قد عين الفريق هشام صباح الفخري قائد الفيلق الرابع رئيساً للجهاز عقب إقالة برزان، ولكن القائد العسكري المحترف الذي لا يفهم في شؤون الأمن والمخابرات ارتكب خطأ وهو يباشر عمله الجديد، لم يدرك نتائجه، عندما اقترح على الرئيس إطلاق سراح الشاعر البعثي شفيق الكمالي وكان قد اعتقل في وقت سابق لتردده على منزل سيدة في مدينة (الموصل) كان يستلطفها صدام نفسه. 

ومع ان الرئيس استجاب لرجاء الفريق الفخري وأطلق سراح الكمالي كما افرج أيضا عن زوجة القائد العمالي والوزير البعثي محمد عايش المعتقلة منذ منتصف عام 1979 إلا انه أحس بان هذا القائد العسكري لا يصلح لرئاسة جهاز المخابرات فأعاده الى الجيش مرة أخرى بعد شهور قليلة ونصب البراك بدلاً عنه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق